23 - الحفلة التنكرية 3# - الطابق الثالث

الفصل 023 : الحفلة التنكرية 3# - الطابق الثالث.

----------------------------------------------

تفاجأت (جودي) مما قاله لها وهي غير مصدقة، حتى أزال قناعه وظهرت ابتسامة جميلة على وجهها وقالت له: "(أورين)! ماذا تفعله هنا؟"

"حسنا، لم أستطع تفويت الحفلة!" فجلس على الأرض وطلب من (جودي) أن تجلس معه أيضاً.

"هيا، اجلسي! من المفترض أن نبقى هنا لفترة على كل حال." فجلست (جودي) القرفصاء والسرور مرسوم على وجهها.

وقال لها: "إذن... أخبريني، هل تحضين بوقت جيد؟"

فاعتدلت جلستها لتستلقي وظهرها على الحائط ومن ثم قالت:

"حسنا، لا بأس بها، على ما أعتقد. ربما... هذه الحفلة ليست من النوع الذي أحب ولكني لن أشتكي."

"رأيتك تحدقين في ذلك الشخص (جايمس) ..."

عندما نطق (أورين) بذلك الإسم احمرّت وجنتيها وبدأت تتلعثم في الكلام وهي تقول:

"م-ماذا؟ أنا؟... حسنا... ربما... لماذا؟ هل كان ينظر إليّ أيضاً؟"

بعدما قالت ما قالته أخدت تفكر، واختفى ذلك الإحمرار من وجهها وقالت بكل راحة:

"أتعلم ماذا؟ أنا لا أهتم. صحيح أنني كنت ألعب هذه اللعبة السخيفة فقط لكي أقضي وقتا معه، ولكن في آخر المطاف لم ينتهي الأمر بشكل سيء. على الأقل أنا أقضي وقتا ممتعاً وأنا أتحدث معك."

مرت 10 دقائق كاملة وخرج الإثنان من الخزانة بعد محادثة طويلة وممتعة بينهما.. حتى قرر الصعود إلى الطابق الثالث.

***

أخد (أورين) يفكر في ما قد يوجد في الطابق الثالث ولا يريد والد (ياسمين) من أحد أن يراه.. لذلك فعليه أن يأخد حذره بينما يتسلل إلى هناك.

فتح باب الطابق الثالث بروية وأغلقه برفق حتى لا يُسمع صوته لأحد في الأسفل. كان هناك صمت رهيب في الممر ولا يبدو بأنه يوجد أحد هناك.. فبدأ يتمشى ليستكشف المكان، فعلم بأنه لن يضيع هناك لأن جميع الممرات في المنزل متشابهة. وجد بعد ثوان معدودة من البحث عن مكان لا يشبه أي مكان في الطوابق السفلية الأخرى، كانت هناك نهاية مغلقة في إحدى الممرات وبها باب واسع وفي جانبيه مزهريتان، وكان يبدو على ذلك الباب من شكله أنه باب مهم... فكر (أورين) في احتمالية أن يكون مكتب السيد (آلابي) والد (ياسمين). انحنى ليلقي نظرة على قفل الباب، وكما توقع وجده مقفولا. ومن المستحيل أن يستطيع فتحه بدون المفتاح الخاص به، لذلك ربما يحمله معه دائما. فقرر المخاطرة والذهاب للبحث عن المفتاح ... فذهب مباشرة إلى حديقة المنزل حيث يتواجد والد (ياسمين).

نزل (أورين) إلى الحديقة ووقف بجانب حوض السباحة، وهو يبحث عن والد (ياسمين) بعينيه من بعيد، حتى لمحها بجانب بوابة المنزل الضخمة يتحدث مع ابنته. لذلك فلا يستطيع التقرب منه الآن، فعليه أن ينتظر قليلا حتى يجد الفرصة المناسبة.

ظل واقفا وهو يراقب، حتى استدار شخص ما كان أمامه إليه وبدأ يمدح الكوسبلاي الخاص به، فوجده بأنه جاك (البدين) وهو يرتدي زي شرطي.

(جاك) البدين: "مرحباً يا صديق! واو، زيك رهيييب!"

"مرحبا يا (جاك) البدين، شكرا لك."

ضيق (جاك) البدين عينيه ومن ثم قال: "أنت تعلم، يمكنك مناداتي ب(جاك) فقط ..."

"ولكن كيف لنا أن نفرق بينك وبين (جاك) الآخر إذا؟"

(جاك) البدين: "حسنا... هو لديه رأس أصلع، ووشمٌ لتنين على ذراعه..."

"حسنا، أجل، وبماذا سوف نناديه؟ (جاك) الهمجي؟ (جاك) ذو وشم التنين؟ هذه الأسماء غير جذابة."

(جاك) البدين: "ولكن..."

"اسمع يا (جاك) البدين، سأحب البقاء والحديث معك ولكن عليّ أن أذهب إلى مكان وجود المستضيفين."

استدار (جاك) البدين وهو ينظر إلى (ياسمين) ووالدها، ومن ثم قال:

"هل تقصد (ياسمين) ووالدها؟ لقد كنت أستمع إلى محادثتهم من خلف تلك الشجيرات."

"أوه، حقا؟ هل سمعت ما كانوا يقولونه؟"

(جاك) البدين: "أجل، قال بأن عليه أن يذهب إلى العمل."

فاستغرب (أورين) قائلا: "العمل؟ في يوم الجمعة مع الساعة 01 صباحاً؟"

(جاك) البدين: "أجل، هذا ما قالته (ياسمين). ولكنه أعطاها مجموعة من المفاتيح وقال لها بأنه سوف يعود في الفجر."

تساءل (أورين) مرة أخرى: "مفاتيح؟" وفكر بأنه من الممكن أن تكون تلك المفاتيح من ضمنها مفتاح المكتب. ومن ثم أكمل: "هل رأيت ماذا فعلت بهم؟"

(جاك) البدين: "نعم، وضعتهم في جيب صغير في تنورتها."

فكر (أورين) في طريقة ما حتى يستطيع سرقة تلك المفاتيح من (ياسمين)، فقال ل(جاك) البدين:

"حسنا، يا (جاك) البدين، أحتاج إلى مساعدتك. أريدك أن تصرف نظر (ياسمين) عندما تمر من هنا. اسألها شيء ما أو... لا أعلم، غنّي أو أرقص، بينما أنا سوف أنتزع تلك المفاتيح بدون أن تلاحظ."

فتساءل (جاك) البدين: "ماذا؟ لماذا؟"

فبدأ (أورين) يطلب منه أن يساعده: "أرجوك يا صديقي! يجب عليك أن تساعدني!"

(جاك) البدين: "أنا لا أعرف حتى من أنت!"

أورين: "إنها قادمة! من فضلك!"

(جاك) البدين: "هممم... حسنا، ولكن عليك أن تعطيني لقبا آخر وتجعل الجميع أن يستخدموه بدلاً من (جاك) البدين."

أورين: "لقب جديد؟ ولكن... أنت (جاك) البدين! بماذا تريدني أن أناديك؟ اهمم..... ما رأيك في (جاك) قضيب الحصان؟"

اتسعت عينا (جاك)، وظهرت ابتسامة كبيرة على وجهه، فقال له بسعادة: "أجــــل!! هذا أفضل بكثــيــر!"

استغرب (أورين) من ردة فعله، لأنه كان فقط يمزح معه ولم يتوقع أن يقبل بذلك اللقب، فاستغل الموقف وقال له: "حسنا، نحن لدينا اتفاق! سوف أختبئ الآن، أنا أعتمد عليك!"

(جاك): "بالطبع!"

كانت (ياسمين) تتمشى بجانب حوض السباحة وهي شاردة الذهن تفكر في البدأ بإخراج الناس من الحفلة.

حتى فاجأها ظهور (جاك) في الجانب الآخر من المسبح بعد أن نادى عليها بأن تنظر إليه.

التفتت لترى ما الأمر، فوجدته عارياً بدون وجود قطعة ملابس واحدة بينما يرقص كالأحمق. جعل ذلك (ياسمين) تتفاجأ فقالت له وهي تصيح:

"ما هذا بحق الجحيم؟ اللعنة عليك يا (جاك) البدين، من أعطاء دعوة الحفلة حتى؟!"

فرد عليها بفخر دفاعاً عن نفسه ولقبه الجديد:

"أنا لم أعد ذلك الشخص بعد الآن، أنا الآن (جاك) قضيب الحصان، جامع النساء!"

حل الغضب على (ياسمين) وبدأت تهاجمه بكلامها بقوة:

"أنا لا أهتم بما تقول، ارتدي ملابسك وأخرج من منزلي الآن! لديك 5 ثوان حتى تخرج من هنا قبل أن أنادي على حراس الأمن ليطردوا مؤخرتك العارية تلك من هنا."

5...

4...

3...

وبينما كانت تعد من 5 إلى 1، كان (أورين) مختبئاً ورائها خلف الشجيرات، واستغل ذلك الموقف بينما (ياسمين) غير منتبهة لما حولها سوى اهتمامها بطرد (جاك).

2...

حتى وصلت إلى آخر العد، كان (أورين) قد سرق المفاتيح بنجاح وعاد ليختبئ من جديد.

فقالت (ياسمين) بعدها: "1! أجل، هذا يكفي، لا تجرؤ على العودة إلى هنا!"

عندما رأى (جاك) نجاح خطة (أورين)، قرر الإنسحاب وقال لها بأنه سوف يخرج الآن.. حتى رفع (أورين) رأسه ببطئ من تلك الشجيرات ليشكر (جاك) من بعيد على تضحيته الرائعة.

ظلت (ياسمين) تراقب (جاك) بينما يخرج من منزلها وهي تلعنه، فتذكرت أمر والدها الذي أمرها به قبل قليل، بأن تذهب لتغلق جميع الغرف الفارغة. حتى صدمت عندما لم تجد المفاتيح التي وضعتها في جيب تنورتها الخلفي، فقامت بتهدئت نفسها وفكرت في احتمالية سقوط المفاتيح في العشب. لأنه عليها أن تجدهم وتنفذ ما أمرها والدها وإلا فسوف يعاقبها.

***

وبينما كانت (ياسمين) تبحث عن المفاتيح التي تظن بأنها أسقطتها، وصل (أورين) إلى الطابق الثالث بالفعل وهو يمدح نفسه لأنه سرق المفاتيح برشاقة رغم ارتدائه لذلك الزي الضيق. فحان الوقت حينها لمعرفة إن كانت تلك المفاتيح لها فائدة أم لا.

وصل إلى باب مكتب والد (ياسمين). انحنى على الارض وبدأ يجرب جميع المفاتيح في ذلك القفل، حتى وجد المفتاح المطلوب. بعد أن فتح الباب وجد الغرفة مظلمة جداً، فبدأ يبحث عن المفتاح الكهربائي إلى أن وجده بصعوبة وأصبحت الغرفة مضيئة بأكملها.

كانت الغرفة من النظرة الأولى تعطي انطباعاً جيدا، فهي تبدو كمكتب عادي بالنسبة لشخص فاحش الثراء.

بدأ بحثه هناك عن أي شيء قد يدله أو يعطيه معلومات عن أبناء عشتروت. وجد بعض المجسمات الغريبة وسط صندوق زجاجي، ولوحة تجريدية كبيرة خلف المكتب والتي لا تدل على شيء محدد، كما يراها (أورين) فقط خربشات فقط. ووجد كتابا فوق المكتب مكتوب باللاتينية إسمه "Euismod Mauris"، حاول قراءة عنوانه بصعوبة ووجد بأنه كتاب تجاري، لأنه يعرف أشخاص قلائل جدا يتحدثون باللاتينية لذلك فهو يعلم بعض الكلمات.

رفع رأسه ليجد رفوفا بها العديد من الكتب المكتوبة أيضاً باللاتينية. ولاحظ بأنه لا توجد ولا صورة واحدة لعائلة السيد (آلابي)، ولا حتى أغراض شخصية. ما عدى بعض القطع الفنية، التي من المحتمل أن ثمنها أكثر من ثمن منزل (أورين).

بحث في أدراج المكتب ولكنها فارغة، كل شيء يبدو نظيفاً، كل شيء يبدو في مكانه المناسب. لذا فلا يعتقد بأنه سوف يجد شيئاً هناك، على الرغم من أنه يشعر بأنه يفتقد لشيء مهم.

حتى استسلم وقرر المغادرة قبل أن يراه أحد ما هناك. وقبل أن يستدير ليغادر الغرفة، بدأ الهاتف الأرضي الموجود على المكتب يرن. لم يعرف (أورين) ما يفعل وتحرك من مكانه نحو الهاتف بعد أن بقي ساكناً عند سماعه لذلك الرنين لفترة قصيرة. فوقف أمامه وبقي ينظر إليه بحيرة، فهو لا يستطيع الرد، وإن لم يستطع الرد سيسمع أحد ما سواء (ياسمين) أو والدها رنين الهاتف، وسيتم كشفه هناك. ولكن (أورين) فكر في احتمالية إن كان الرد على ذلك الإتصال سوف يعطيه دليلاً عن أبناء عشتروت، قد يحصل على معلومة مهمة ومفيدة حتى يجد الأفراد الآخرين. ولكن أيضاً إن علموا بهويته... فلن يترددوا في قتله والتخلص منه نهائياً.

بعد أن لقي (أورين) صعوبة في اختيار بين الإجابة على الهاتف وعدم الإجابة، وجد بأن يده قد رفعت سماعة الهاتف ووضعها على أذنه، فلم يسمع شيئاً من المتصل حتى تكلم أولا فقال: "نعم؟"

ولكن لم يجب أحد، استمر الصمت بينهما لفترة حتى سمع شيئاً من المتصل الذي بدأ ينطق أرقاماً مع أصوات تشويش:

"... 4 ... 7 ... 1 ... 6 ... ........ ............ 6174."

لم يفهم (أورين) شيئاً من تلك الأرقام، وكأن ما سمعه كان رداً آلياً ولكنه متأكد من أن شخصاً من كان يقول تلك الأرقام فقط بطريقة آلية وغامضة. أعاد (أورين) سماعة الهاتف إلى مكانها وأطلق تنهيدة راحة لأنه كان يعتقد بأن عواقب رفع السماعة ستكون وخيمة جداً ولكن لم يحدث شيء سيء. فقرر الخروج من هناك بأسرع وقت.

لكن شيئاً سيئاً لم يكن في الحسبان قد حدث.. شخص ما فتح باب المكتب ودخل ببطئ، وبقي ساكنا في مكانه ومن ثم قال:

"حسنا، حسنا، حسنا... أنا مصدومة... يا (بيتر)."

يتبع..

2022/02/01 · 101 مشاهدة · 1541 كلمة
نادي الروايات - 2024